شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
شفاء العليل شرح منار السبيل
268495 مشاهدة print word pdf
line-top
سنن الوضوء

قوله: ]فصل: وسننه ثمانية عشر، استقبال القبلة ] قال في الفروع: وهو متجه في كل طاعة إلا لدليل.
[والسواك] لما تقدم.
[وغسل الكفين ثلاثا] لحديث عثمان


الشرح: بعد أن ذكر المؤلف فروض الوضوء وشروطه وواجباته وصفته ذكر في هذا الفصل سننه، والسنة ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وسنن الوضوء مما يكمل الوضوء ويجعله على أفضل وجه، ويزيد في أجر المتوضئ حيث عمل بهذه السنن الواردة عن نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- وأول هذه السنن أن يستقبل القبلة حال وضوئه لأنها أشرف جهة، ولأن العادة في العبادات أنها تفعل حال استقبال القبلة، كالصلاة، والدعاء، ودفن الجنازة، والسجود، والذبح، ونحو ذلك.
وأما السواك فلقوله -صلى الله عليه وسلم- لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء .
ومن سنن الوضوء غسل الكفين ثلاثا في بداية الوضوء لأنهما آلة نقل الماء، ودليل ذلك حديث عثمان- رضي الله عنه- في صفة وضوء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما ثم أدخل يمينه في الإناء.. أما إذا كان المتوضئ قائما من نوم ليل فإنه يجب عليه غسل كفيه ثلاثا لقوله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا.. .

line-bottom